تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الجمعة 20 سبتمبر 2024

ثقافة

لكمة إيمان خليف وحروب الثقافة

9 أغسطس, 2024
الصورة
إيمان خليف
إيمان خليف (تصوير ريتشارد بيلهام / غيتي إيماجز)
Share

اخترق سمع العالم صوت كمة قوية، في حلبة أولمبيّة للملاكمة في باريس، حيث نجحت بطلة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، خلال 46 ثانيةً، في توحيد بلد عُرف غالباً بالانقسامات والتناقضات؛ نجحت فيما فشلت فيه السياسات الحكومية السابقة، والحملات الانتخابية والحوادث العالمية.

حققت خليف، البالغة 25 عاماً، أول ميدالية أولمبية في مسيرتها، بعد الفوز في مباراة ضد الملاكمة المجرية، آنا لوكا هاموري، في ربع نهائي مسابقة وزن الويلتر للسيدات في باريس يوم السبت.

ولكنّ انتصارها السّاحق على الإيطالية أنجيلا كاريني، في وقت سابق من ذلك الأسبوع، خلال 46 ثانيةً، كان السبب وراء الضجة التي حاصرتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ضجةٌ بُنيّت على مزاعم كاذبة تقول إنّها عابرة جنسياً. 

تداولت تلك المزاعم شخصيات بارزة، مثل: الرئيس السابق دونالد ترامب، ورئيس شركة إكس (تويتر سابقًا) إيلون ماسك، ومؤلفة هاري بوتر جي. كي. رولينج، والبودكاستيّ الشهير جو روغان، وجحافل من التوافه العنصريين والمعاديين للمتحولين جنسياً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما ألقى بإيمان خليف، دونما أن تدري، وسط حروب الثقافة الغربية. كما وُصّفت انتصاراتها على كاريني وهاموري بعباراتٍ تستدعي مشاعر التعنيف والاعتداء، على الرغم من حقيقةِ أنّ الملاكمة ليست أبداً عابرةً جنسياً.

وعلى العكس، ففي موطنها الجزائر، نجح الجدل حول هويتها الجنسية في حشد أمة، تحدت منذ فترة طويلة التصنيفات السهلة، نظراً لتركيبتها المتعددة الأعراق وجغرافيتها المترامية الأطراف والمتنوعة: الشمال والجنوب، العربي والأمازيغي، المتوسطية والإفريقية، الصحراء الكبرى الفارغة وسفوح جبال الأطلس المشجرة. 

خلقت الهجمات ضد خليف تضماناً استثنائيّاً، حيث تزاحمت الجمعيات الرياضية والقنوات الحكومية والخاصة، وحتى الرئيس الجزائري للتعبير عن دعمهم لخليف. وقال عبد المجيد تبون في تغريدة له: "مبروك تأهل إيمان خليف. إنّك أسبغت شرفاً على الجزائر والنساء الجزائريات والملاكمة الجزائرية… سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك… حظاً سعيداً في الجولتين المقبلتين… وإلى الأمام. إيمان_خليف تحيا_الجزائر".

ليس مستغرباً أن تتجمع هذه الأمة المحبة للرياضة، والمهووسة بكرة القدم، خلف رياضي أوليمبي يمثلها، لكن يجب أن ننتبه إلى أن هذه الممثلة هي امرأة في الـ 25 من العمر، تشارك في رياضة هي تقليديّاً للذكور، وفي مجتمع لا يُعرف عنه موقف تقدمي تجاه النساء على نحوٍ عام.

تربّت إيمان خليف في قرية ريفية في منطقة تيارت، وهي ولاية تقع في الهضبة العليا للجزائر، وتشتهر بفنون الفروسية المعروفة بـ "الفانطازيا"، وهو تقليد قديم في شمال إفريقيا، يستعرض هجمات الفرسان في مشهد احتفالي. وتشتهر المنطقة بتربية المواشي والقبائل البدوية، وتعدّ واحدة من المناطق الأكثر محافظة وأبوية، في دولة محافظة وأبوية.

تحدثت خليف عن التحديات التي واجهتها، خلال نشأتها في ريف تيارت، في مقابلات مع وسائل إعلام مختلفة: "كان الوضع شديد الصعوبة كونك تعيش في قرية فلاحية نائية، وبعيدة عن مركز المدينة، وتعيش مع أشخاص لا يتفقون أو يقبلون، خاصة في بلدنا، هذا الوضع: فتاة تمارس الملاكمة". وللمفارقة، فوالد خليف نفسه كان ضد فكرة ممارسة ابنته للرياضة، والملاكمة على نحوٍ خاص. إنّ الدعم الجماهيري الحالي لخليف - وهو ليس فقط في تيارت، ولكن متجاوزاً الانقسامات الثقافية والجغرافية والدينية والعرقية في الجزائر - لهو أمرٌ مدهش.

وفي مقابلة مع النهار، وهي قناة تلفزيونية جزائرية رئيسة، ترك والد خليف الكاميرات تجول حول المنزل المتواضع في تيارت حيث تربّت ابنته؛ واصفاً الجدل بأكمله على أنّه "حملة غير أخلاقية"، وهو يعكس على نحوٍ دقيق رد فعل الشارع الجزائري، بشكلٍ عام، المُصاب بنفس الرعب: أولاً، بسبب وصف امرأة جزائرية على أنها عابرةٌ جنسياً. وثانيا،ً للخداع الخسيس لحرمانها من فوز أولمبي. "ابنتي امرأة، لدينا كل الأدلة، بما في ذلك شهادة ميلادها. كانت ابنتي فقط أقوى من الملاكمة الإيطالية. إنها تعمل بتفانٍ".

وأعاد والد خليف تكرار ما يتردد، بشكلٍ واسع، من تفسير الجدل على أنه مؤامرة ذات أبعاد جيوسياسية: "إنها تحب شعبها، وتحب بلدها. بالنسبة لها، حب بلدها مسألة كبيرة. إنهم يهاجمون الجزائر، لأنهم يعرفون أنها تمثل العلم الجزائري. نشأت إيمان بوسائل أقلّ مما عندهم: في أسرة فقيرة. ربما لم يكن لديها ما لدى هؤلاء الناس. إنها أفضل منهم".

واصلت المحاورة الحديث مع أصدقاء وجيران إيمان - جميعهم من الرجال - الذين أعربوا عن عمق فخرهم ودعمهم لها، وتذكروا كيف كانت دوماً تحب الرياضة، وتلعب في الخارج مع الأولاد.

في وهران، ثاني أكبر مدينة في الجزائر، نظر إلي ساءق سيارة أجرة، يدعى أحمد، بتحدٍ، عندما سئل عن الجدل الدائر: "سنقف دوماً ضد الظلم! نحن الجزائريون سنتحمّل الكثير، ولكننا لن نتسامح مع التنمر. هذا تنمر!"، وضغط على زمّار المقود لإعطاء كلامه بعداً جدياً، وقد انحرفت السيارة على نحوٍ خطير. "نحن جميعاً ندعمها، لأنها ابنة الجزائر".

إن شعور أحمد يمثّل ما يشعر به الجزائريون، في وسائل التواصل الاجتماعي والمقاهي في جميع أنحاء البلا،د الذين انكبوا فجأة على مناقشة مسألة خليف، وغالباً ما تلمّح لمؤامرة: تقف فرنسا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل بطريقة ما وراء الهجمات.

ومع ذلك، قد تكون جذور الجدل خارج الجزائر، أبعد من الشرق. تعرضت خليف وزميلتها الملاكمة التايوانية لين يو تينج للمضايقات، بمزاعم أنهما متحولتان جنسياً. نهضت هذه الادعاءات على اختبارات أجرتها الهيئة العالمية المسيّرة السابقة للملاكمة، وهي اختباراتٌ وصفتها اللجنة الأولمبية الدولية بأنها "خاطئة على نحوٍ لا يمكن تصوّره".

جرّدت الرابطة الدولية للملاكمة من وضعها كهيئة حاكمة، في يونيو/ حزيران الماضي، من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، بسبب العديد من المخاوف الأخلاقيّة المتراكمة. ففي عام 2023، استبعدت خليف ولين من المنافسة من قبل الرابطة الدولية للملاكمة، بعد زعمها أن الملاكمتين فشلتا في "تلبية معايير الأهلية للمشاركة في مسابقة السيدات". لم يكشف عن أساليب ونتائج اختبارات الأهلية هذه، لكن رئيس الرابطة الدولية للملاكمة الروسي، عمر كريمليف، أخبر وكالة الأنباء الروسية التابعة للدولة "تاس"، في عام 2023، أن اختبار الحمض النووي كشف أن خليف لديها كروموسومات "XY".

من حينها، أصبحت نتائج تلك الاختبارات، وشرعية الرابطة الدولية للملاكمة موضعَ تساؤل، حيث يبدو أن التصريحات - التي تصدر عادة في وقتٍ دقيق - التي أدلت بها الرابطة، قد تكون جزءاً من عداء شخصي مع اللجنة الأولمبية الدولية. بدأ كريمليف ينشر مقاطع فيديو على قناته، على Telegram، مع ترجمة باللغة الإنجليزية، في 31 يوليو/ تموز، قبل يوم من موعد مواجهة خليف للملاكمة الإيطالية كاريني. وأصدرت الرابطة الدولية للملاكمة بياناً في نفس اليوم، ذكرت فيه أنها شعرت "بأنه من المناسب في هذا الوقت الحالي الرجوع إلى التصريحات الإعلامية الأخيرة بشأن أولئك الرياضيات".

جاءت بعض أقدم الادعاءات بخصوص هوية خليف الجنسية، من موقع ويب يسمى "Reduxx Magazine"، والذي كان مصدره إلى حد كبير وسائل إعلام روسية مملوكة للدولة، مثل "تاس" و"روسيا اليوم". أعادت هذه المقالة تكرار ادعاءات كريمليف، عام 2023، وتكهنت بأنهما تأثّرتا باختلافات في التطور الجنسي، وهو مصطلح يشمل مجموعة متنوعة من الظروف.

وقد حظيت تغريدة ريدوكس الأولية بـ 4.1 مليون مشاهدة، اعتباراً من 4 أغسطس/ آب، واستشهدت صحيفة "ديلي ميل" لاحقاً بمقالة ريدوكس، ووصفت الموقع بأنه "مجلة نسوية". كما ستردد صحف بريطانية أخرى مثل: "ديلي إكسبريس" و"تليغراف" هذه الادعاءات في تغطياتها الخاصة. في 29 من يوليو/تموز، نشر ناشط الإنترنت المناهض للتحول الجنسي "Libsoftiktok" عن خليف، وحصل على عشرات الملايين من المشاهدات.

أصبح موضوع الرياضيين المتحولين جنسياً بمثابة مسألة ذات بعدٍ رمزي للمحافظين في الولايات المتحدة، ولهذا سرعان ما احتشد المشاهير المناهضون للتحول الجنسي والشخصيات البارزة على وسائط التواصل الاجتماعي، حول هذه الادعاءات، بخصوص خليف بعد مباراتها مع كاريني.

فيما يتضح يبدو كريمليف متلهفاً لتوظيف هذه الحرب الثقافة كوسيلةٍ لنزع الشرعية عن اللجنة الأولمبية الدولية التي أطاحت بمنظمته، وأعلمت عن حجب الملاكمة من أولمبياد لوس أنجلوس 2028 ما لم تظهر هيئة حاكمة جديدة. يُقال إن كريمليف صدح في وجه المراسلين في باريس، قائلاً: "سندافع عن الملاكمات أينما تنافسنَ، حتّى في الألعاب الأولمبية".

استخدم أحمد، سائق التاكسي، كلمة "الحگرة"، والتي يمكن ترجمتها دونما دقةٍ بـ "التنمر"؛ ولكنها، لوصف ما حدث مع خليف، تشير إلى شعور أعمق بالظلم.

الحكرة مفهوم بخصوصيّة جزائرية مثل الكسكس. توظّف الموسيقى والثقافة الشعبية ولغة الشارع المصطلح دوماً لوصف جميع أشكال التعسّف، وتقريباً في كلّ سياق: من الفساد الدولتي إلى العنف المنزلي أو التمييز ضد الجزائريين في فرنسا - إنها عبارة وفكرة تضرب جذورها بعمقٍ في المخيال العمومي. ومع الطريقة التي انتشرت بها المعلومات الزائفة حول خليف وهويّتها، لا عجب أنّ يُغمس الجدل في هذه العقلية الجزائرية المتواترة حينما يعامل الجزائري على نحوٍ غير منصف.

وعلى الرغم من أن الجزائر بلد محافظ وأبويٌّ على أصعدة عدةٍ، إلا أنها أيضًا، على نحو مربكٍ، بلد لا يتسامح مع الأمهات والنساء في الأماكن العامة وحسب، بل يشيد ويحتفي بهن. ما تزال أيقونة النضال الجزائرية جميلة بوحيرد، التي كانت وراء التفجير سيّء الصيت لـ "ميلك بار" الفرنسي خلال حرب الاستقلال ضد الاستعمار، رمزاً حياً معروفاً ومبجلاً لدى معظم الجزائريين. سُجنت بوحيرد وتعرضت للتعذيب، ولاعتداءٍ جنسي ممنهجٍ من قبل السلطات الفرنسية. ومع ذلك، لم تتراجع بوحيرد أبداً عن موقفها الصلب، حيث قالت خلال محاكمتها: "لا تنسوا أنكم بقتلي لن تغتالوا الحرية في بلدكم، ولن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة ومستقلة".

في عام 2004، كانت زعيمة حزب العمال الجزائري، لويزة حنون، أول امرأة تترشح للرئاسة في العالم العربي. النساء حاضرات ومشاهداتٌ في الإدارة العامة والإدارة المحلية والإقليمية والوطنية، وجميع أنواع الوظائف من شرطة المرور إلى الفلاحة والزراعة.

جاء الجدل برمته بمثابة مفاجأة للعديد من الأشخاص، الذين حيرتهم الاتهامات الموجهة إلى خليف أو كيف تمكنت الجزائر من التورط في هذه العاصفة النارية الغربية.

في حين أن الرواية التي قدمها أمثال رولينج وماسك تتعلق بحركة حقوق العابرين جنسياً، التي قطعت حتّى الآن أشواطاً طويلة، وهي جزء من "حرب ثقافية" واسعة في الغرب. ولكنّ بالنسبة لغالبية الجزائريين؛ حركة الحقوق هذه، وتلك الحرب ببساطة مجرد عدمٍ. هنا، وخاصة عند الأجيال الأكبر سناً، فإن مفهوم الجنس أسود وأبيض: إما أن تكون امرأة أو رجلاً ولا شيء بينهما، ولا تغيير بمجرد أن تتعين الهوية عند الولادة.

وجد المجتمع الجزائري نفسه وسط جدال لا يستوعبه تماماً، فهو في بعض الأحيان إلى جانب رفقاء غريبين لا يتفق معهم، وأحيانا أخرى في مواجهة حقائق مهمّشة عادةً. ففي مقابلة مع صحيفة ديلي ميل أونلاين، رفض المذيع التلفزيوني يوسف زغبة، الذي قال إنه تربى في نفس المكان الذي نشأت فيه خليف، وجود أشخاصٍ عابرين جنسيّاً في الجزائر: "لا يوجد شخص واحد عابر جنسياً في الجزائر، لأن جميع مكونات المجتمع الجزائري ترفض هذه الفكرة تماماً. نحن مسلمون، وبالنسبة لنا هذا الأمر محرم، ومن المستحيل أن يحدث في الجزائر".

قالت جميلة صحراوي، وهي عاملة اجتماعية متخصصة في الصحة الجنسية، وتعمل مع الفئات المهمشة في وهران، في مقابلة مع نيو لاينز: "نلحظ نوعاً من الفصام المجتمعي في الجزائر حول الجندر". ورفضت كلمات زغبة، واعتبرتها بلا معنى: "فقط لأنهم مضطرون للاختباء، لا يعني عدم وجودهم… من غير القانوني تغيير اسمك أو الحصول على رعاية لتعزيز هوية جنسية. لكن، على الرغم من عدم الاعتراف بالأشخاص العابرين جنسياً في الغالب في الجزائر، لا يوجد قانون معيّن يحاكم العابر جنسيّاً".

لكن المثلية الجنسية غير قانونية، حتى لو لم يطبّق القانون الذي يحظرها على نحوٍ نشطٍ. توجد شخصيات عامة محبوبة ومحترمة مثلية الجنس أو عابرة جنسياً أو لا تتوافق مع معايير الجندر أو الجنسانية المحافظة. فالشاب عبدو، مغني الراي التقليدي الشهير الذي يقطن ويعمل في الجزائر، يغني ويتحدّث علناً عن مثليته الجنسية، بما في ذلك عاداته الجنسية، ولا يتعرض من طرف المسؤولين لأي مضايقات، بل إن العديد من الجزائريين يحبونه ويحترمونه.

وتعترف صحراوي بأنها تحسّ بمشاعر مختلطة بخصوص الاستجابة للجدل في الجزائر، خاصة وأن ظهور خليف كان محل ازدراء علني في البلاد في الماضي.

"من ناحية، أشعر بغبطةٍ لرؤية امرأة تمارس الرياضة، والأمة بأكملها تتحد لتتضامن معها. ولكن، كونهم أول من تنمر عليها - تعرضت للتنمر لسنوات بسبب مظهرها من قبل الجزائريين أولاً، الناس تنسى!- أشعر بوجود مستوى عميق من النفاق هاهنا. بمجرد أن دخلا إيلون ماسك وج. ك. رولينج على الخط، بدى الجزائريون وكأنهم يقولون: 'لا أحد سوانا لديه الحق في التنمر عليها" قالت صحراوي متشككةً. "متنمرٌ لا يحب المتنمرين؟" استخدمت مرة أخرى كلمة "حگرة"، مسجلةً احتجاجاً جزائرياً واضحاً ضد هذا الذين يروه ظلماً.

سوى أنّ صحراوي قالت إن المداولات أثارت نقاشاً "هاماً لمجتمع كمجتمعنا. فجأة، أصبحت مصطلحات مثل: البين-جنس والهوية الجنسية وتعريفات أكثر تداولاً للأنوثة جزءاً من حوار وطني، وذلك أمر مدهش". ربما سمحت موجة الهجمات العنصرية والكارهة للنساء هذه من طرف السياسيين ووسائل الإعلام، بظهور منظور أكثر دقة لثقافة وشعب غير معتاديْن حقاً على مستويات من الدعاية الدولية بهذا الحجم، تخصّ إحدى مواطنيها.

حُسّ بالتضامن على نطاقٍ واسعٍ. قال أحد مستخدمي X: "هذه هي المرة الأولى التي يختبر فيها الجزائريون هذا النوع من التضامن منذ الثورة".

وقالت صحراوي إنه يجب تكثيف العمل حول القضايا التي أثارها الجدل. في وقت سابقٍ من هذا الصيف، عمّت البلاد مناقشةٌ أشعلتها فتوى عبر الإنترنت، تقول إنّه من غير المقبول للنساء أكل الآيس كريم في الأماكن العامة، نظراً لما يثيره في المخيلة فعل لعق الآيس كريم. وتأمل صحراوي، فيما يتعلق بالحقوق والحريات الفردية للجميع في الجزائر، أنّ خليف وأدائها سيكونان تقدّماً في الاتجاه الصحيح.

"لقد ظلمني اتحاد الملاكمة الدولي، ولكن الله معي. الله أكبر". هكذا قالت خليف ذارفةً الدموع، بعد فوزها في المباراة ضد هاموري، يوم السبت (وبالمناسبة، أمضت الملاكمة المجرية الفترة التي سبقت المباراة في إثارة الشكوك حول أنوثة خليف). هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها إيمان عوائق، بسبب ما هي عليه، ولن تكون الأخيرة - سواء فيما يتعلق بعرقها أو جسدها أو جنسها - ولكن إذا أثبت أي شخص أنه يمكنه تجاهل الكارهين، وهو يقاتل من أجل أحلامه وبلده، فسيكون ذلك الشخص: إيمان خليف.

 

.هذه المقالة مترجمة من مجلة نيو لاينز