تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأربعاء 23 أكتوبر 2024

فن

قصة كاتدرائية مقديشو

5 فبراير, 2024
الصورة
Cathedral mogadishu
Share

 

الأسقف سالفاتور كولومبو - الذي ولد في منطقة لومباردي بشمال إيطاليا في 28 أكتوبر 1922 - كان أول أسقف لكاتدرائية مقديشو عام 1975 وهو أيضا آخر أسقف لها حيث قُتل في 9 يوليو 1989 وعمره 66 عاما بالرصاص أثناء إلقاء القداس داخل الكاتدرائية، أنهى هذا العنف فترة عمله التي دامت 13 عاما كأسقف و43 عاما بوصفه كاهنا قضى معظمها في الصومال. بعد دفنه في مقديشو؛ قام أحدهم بنبش قبره واستخراج رفاته وخلع أسنانه لأنها محشوة بالذهب. تم نقل رفاته في وقت لاحق إلى ميلانو بإيطاليا.

ظل مقتل كولومبو دون حل، وقررت الكنيسة الكاثوليكية عدم تعيين خليفة له نظرا لخطورة الوضع الأمني في الصومال وعجز البلاد عن الخروج من سرداب تدمير الذات ودوامة العنف الأهلي الأعمى. حاليا لا يوجد سوى بضع عشرات من الكاثوليك في الصومال لا يمارسون العبادة إلا في السر، وليس هناك مطران حاليا بل فقط مسؤول كنسي للصومال - جورجيو بيرتين - والذي يشغل أيضا منصب أسقف الأبرشية الوحيدة في دولة مجاورة للصومال اسمها جيبوتي.

عندما افتتحت كاتدرائية مقديشو عام 1928 - تحت إشراف السلطة الإيطالية التي كانت تحكم الصومال آنذاك - كانت أكبر كاتدرائية في إفريقيا، بنيت في ثلاث سنوات وصُممت على الطراز القوطي النورماني من قبل المهندس المعماري أنطونيو فاندوني دي كورتيميليا، تصميمها الذي اشتمل على برجين حجريين يصل ارتفاعهما إلى أكثر من 37 مترا (121 قدما) جعلها تشبه كثيرا كاتدرائية سيفالو في صقلية. كانت هذه الكنيسة لسنوات عديدة أطول بقعة عمرانية في العاصمة الصومالية، كما كانت معلما ثقافيا وحجر زاوية في حياة سكان مقديشو الكاثوليك والذين كان عددهم حوالي 8,500 في منتصف القرن العشرين معظمهم إيطاليون مع عدد قليل من الصوماليين من إثنية البانتو.

بحلول الوقت الذي تم فيه ترقية كاتدرائية مقديشو إلى أبرشية في 20 نوفمبر 1975 كان عدد السكان الكاثوليك في انخفاض حاد بالفعل، وعلى الرغم من أن المدينة كانت لا تزال تتمتع بسحرها الخلاب إلا أن السلامة أصبحت مصدر قلق، من أبرز الأمثلة هو ما حدث عام 1975 حيث قام أربعة رجال مسلحين باختطاف السفير الفرنسي أثناء خروجه من قداس الأحد في كاتدرائية مقديشو.

في أوائل عام 1991 نُهبت الكاتدرائية وأضرمت فيها النيران، وفي عام 2008 دمر المتطرفون الإسلاميون كثيرا من معالم الكاتدرائية، وفي عام 2012 زار مراسل بي بي سي الموقع وأفاد بأن بعض النازحين قد أقاموا مستوطنات على أرض الكاتدرائية، كما ذكر المراسل أنه على الرغم من أن الكاتدرائية تعرضت لأضرار جسيمة من الناحية الهيكلية إذ تحطم سقفها إلا أن جدرانها لا تزال منتصبة، وأقواسها الحجرية الأنيقة لا تزال في مكانها. وفي ديسمبر عام 2014 قام سائح مقدام بزيارة الكنيسة - برفقة طاقم حراسة مسلح - ووصف ما بدا له بصعوبة أنه ركام مذبح وكذلك بقايا لوحة تحمل رسمة للقديس فرنسيس الأسيزي، الجدير بالذكر أن بعض الجهات أعربت عن رغبتها بإعادة بناء الكاتدرائية لكن لم يستجد شيء بهذا الخصوص على أرض الواقع حتى الآن.