الجمعة 22 نوفمبر 2024
تحدث الأستاذ يورغ ماتياس ديترمان إلى جيسكا عن كتابه الجديد، الذي شارك في تحريره، عن اللاهوت الإسلامي والحياة خارج الأرض.
أعلن البنتاغون، في الثامن من مارس، أنهم لا يُخفون سرًّا أي تكنلوجيا فضائية أو كيانات لا أرضية عن العامة. كان من الممكن أن يثير الإعلان الدهشة، لكنه الأحدث في ملحمة طويلة الأمد عن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بالفضائيين، والتي اجتاحت الحديث السائد في أمريكا منذ الصيف الماضي.
كان ديفيد غروش، مسؤول سابق في الاستخبارات، يعمل في الظواهر الشاذة غير المبررة[1] داخل وزارة الدفاع الأمريكية حتى 2023. صرّح غروش في جلسة سماع في الكونغرس أنه "أُبلِغ ببرنامج امتد لعقود عن الانتشال من الحطام والهندسة العكسية" مُنع من أي معلومات عنه. ادعى أيضًا أن الحكومة الأمريكية استرجعت "طيارَيْن بيولوجيين غير بشريين" من موقع تحطم، وأنه لا يرغب في الخوض في "التفاصيل".
قدم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بعد هذه الشهادة المدوية، مشروع قانون الشفافية بشأن الأجسام الطائرة مجهولة الهوية[2]، الذي تم تخفيفه قبل إقراره في ديسمبر. دشنت الحكومة الأمريكية، قبل شهر من ذلك، "المكتب الشامل لتسوية الشذوذ"[3]، وهو موقع على الإنترنت يسمح للعامة وموظفي الحكومة بتسجيل وقائع الأجسام الطائرة مجهولة الهوية. سمح مجلس النواب، في برلمان الجارة المكسيك، للصحفي المثير للجدل، خوسيه ماسان، باستعراض ما أدعى أنهما جثتان لفضائييْن وجدهما في البيرو، ما عرّضه لسخرية واسعة من العلماء.
قال يورغ ماتياس ديترمان، "أن هنالك اهتمام متزايد بذلك مؤخرًا." ويشغل ديترمان منصب أستاذ التاريخ في جامعة فرجينيا كومنولث في قطر. وقد نشر مؤخرًا كتاب بعنوان "اللاهوت الإسلامي والحياة خارج الأرض". يتكون الكتاب من مجموعة مقالات كتبها عدة باحثين، وتدور حول تقاليد المدارس الإسلامية عن الحياة خارج الأرض، والكتابات المماثلة من القرآن والحديث النبوي.
ألّف ديترمان مسبقًا كتاب بعنوان "الإسلام والخيال العلمي والحياة خارج الأرض" عن روايات الخيال العلمي في الدول الإسلامية والاعتقادات بأن "الأسلام منفتح على إمكانية الحياة خارج الأرض"، مُحيلًا إلى الآية الثانية من سورة الفاتحة: "الحمد لله رب العالمين."
تحدث الأستاذ ديترمان إلى جيسكا عن كتابه الجديد، وكيف أنه أصبح مهتمًا بهذا الموضوع، ولمَ يعتقد أن الإسلام منفتح على نحو مدهش على إمكانية الحياة بعيدًا عن الأرض.
فيصل علي: ما الذي أثار اهتمامك في هذه التركيبة من المواضيع: الإسلام والفضائيين؟
ديترمان: أنا مولع بالخيال العلمي منذ الطفولة. فلقد نشأت مع "رحلة النجوم"[4] و"حرب النجوم"[5] و سلسلة "كُثبان"[6]، بجانب العديد من ألعاب الفيديو. لذا نما لدي هذا الولع المبكر بالخيال العلمي الفضائي. كان لدي اهتمام أيضًا بالسياسة والتاريخ، لا سيما في العالم العربي والإسلامي؛ فقد درست الشرق الأوسط لعدة سنين. لكن بدأ اهتمامي بالخيال العلمي الإسلامي بعد انتقالي إلى قطر.
كنت مفتونًا على نحوٍ ما بالمشاريع المستقبلية فائقة الحداثة طور التنفيذ في بعض المدن الخليجية، مثل دبي، "مدينة المستقبل" المزعومة، والدوحة وبالطبع نيوم، بجانب البرنامج الفضائي الذي طورته الإمارات العربية المتحدة. شدّني كل ذلك إلى مسألة التصورات المختلفة عن المستقبل التي يُجرى تحقيقها في منطقة الخليج، والتي ليست استنساخًا وحسب للتصورات الغربية. أصبحت بذلك مهتمًا بهذا الموضوع.
فيصل علي: هل اهتم علماء المسلمين كثيرًا ببعضٍ من مواضيع الأجسام الطائرة والفضاء والكيانات غير الأرضية؟
ديترمان: الإسلام دينٌ مرتبطٌ بشدة بالسماوات، وكذلك المسلمون، من تحديد مواعيد الصلاة، إلى حقيقة أن معظم النجوم سُمِّيت بواسطة علماء الفلك المسلمين. يشير القرآن كذلك إلى الله باعتباره "رب العالَمِين" بالجمع، وتساءل الناس عن هذه العوالم وما تحتويه.
اظهر المسلمون اهتمامًا بالغًا بالكائنات التي نتشارك الكون معها، من ملائكة وجن، وكتبوا باستفاضة عنهم. وثمة تقدير كبير للجن بالتحديد باعتبارهم مخلوقات عاقلة لها القدرة على اختيار الخير والشر وما إلى ذلك. لذا سأجيبك بنعم، لكن ليس بنفس المعنى الذي نفكر به عن الفضائيين في العالم الحالي. لكني أعتقد أن القرآن منفتح حقًا على هذا الاحتمال، إن لم يكن يُلمح بوجود حياة خارج الأرض، ولا يعادي هذه الفكرة.
فيصل علي: لا تثير هذه المسألة الكثير من الجدل، لكن أهناك أي تضييق أو هواجس في التبحر فيها من منظور ديني؟
ديترمان: سنقلق أكثر إن أخِذت هذه المسألة على محمل الجد. يُعد هذا الموضوع طرفيّا في العموم ويخضع للكثير من المؤامرات. لكن نجد أن هنالك إجماع كبير في صفوف المسلمين بمختلف طوائفهم حول هذا الموضوع: أن الله رب العالمين وأنه ثمة سماوات وكواكب أرضية عديدة، تقطنها مخلوقات.
فيصل علي: هل هناك مقال، من ضمن ما جمعته من الكُتّاب، مميز حقًا بالنسبة لك؟
أُعجبت بكتابات متنوعة، كتبها فلاسفة وعلماء دين، وباستخدام كتابات من الحديث النبوي والقرآن للإشارة لإمكان وجود عوالم حية. لكن كان ثمة خلاف حول ما إذا كان البشر مميزين. إلى أي مدى يتميز البشر في الكون؟
يرى بعض علماء الدين بالطبع أننا مميزون، وأننا مكلفون برعاية الحيوان والنبات والبيئة، وأن الملائكة أُمرت بالسجود لآدم.
فيصل علي: هل هناك نقاشات كثيرة عن إمكانية إعادة تشكيل الدين الإسلامي بمواجهة حضارة فضائية متقدمة؟
ديترمان: سيؤثر ذلك على هذه المناقشات الدينية. فهناك مسألة الالتزامات الأخلاقية للمسلمين تجاه أشكال الحياة الذكية لغير البشريين. هل يعتبرونهم بشرًا تربطهم معهم مبادئ أخلاقية محددة؟ أم حيوانات يتعاملون معها بوصاية أكبر؟ هنالك أسئلة أخرى عن ضرورة الوصول إليها، وماهية المخاطر التي سنتعرض ونعرضهم لها بوصفنا بشرًا. أتقع على عاتقنا مسؤولية نشر رسالتنا الدينية هناك؟ لا اعتقد أن الأمر سيهز الإسلام دينيًّا، لكنه سيخلق صعوبات أُخرى.
فيصل علي: هل تعلم بالتفصيل إلى أين وصل البحث عن حياة خارج الأرض اليوم؟
ديترمان: لم نجد الكثير، مجرد جزيئات عضوية ضخمة، لبنة حياة، لكنها لا تعدو أن تكون في الأساس سوى سلاسل كربون وربما عناصر أخرى. رغم ذلك، رصدنا مياه سائلة، علي سطح أجسام فلكية أخرى مثل أقمار زحل والمشتري، تحت القشور الجليدية التي يمكن أن تحتضن حياة.
اكتشفنا أكثر من 5000 كوكب خارج نظامنا الشمسي، وقمنا بتطوير أدوات تمكننا من فحص الغلاف الجوي لها. لكننا لم نجد أي بصمة تكنولوجية أو بيولوجية تُلمِح إلى حياة أو عملية بيولوجية.
فيصل علي: أثمة كتاب خيال علمي إسلامي كان له أثر كبير عليك؟
ديترمان: لقد أحببت في الحقيقة كتابًا ألفه إندونيسي اسمه "مجرة المُحسنين"[7]. أحببت للغاية استخدامه للمخطوطات والكلمات الإسلامية في تشييد عالمه. فقد سُميت الكواكب باسم السور القرآنية، كما أطلق على مركبة فضائية اسم "سيف الله"، بجانب الخوارزمية المُسمّاة "التقوى". ذكّرني الكتاب في بعض النواحي ب"كثبان" فرانك هربرت، الذي استند على تاريخ الشرق الأوسط والإسلام في تشييد عالم صحراوي معقول.
أصبحت مهتمًّا أيضًا بالتدوال والتأثيرات الثقافية المتداخلة. ف"كثبان" و"رحلة النجوم" مدينان للإسلام في تشييد عوالمها.
[1] Unexplained Anomalous Phenomena (UAPs)
[2] Unidentified Flying Objects (UFOs)
[3] All-domain Anomaly Resolution Office (AARO)
[4] Star Trek
[5] Star Wars
[6] Dune
[7] Galaksi Muhsinin (Muhsinin Galaxy)