تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الجمعة 17 مايو 2024

حوارات

“لقد علمتني الروايات أن أقدر المصداقية الفجة”

20 أبريل, 2024
الصورة
Nadifa
Photo from The Booker Prize
Share

تقول الكاتبة البريطانية الصومالية نظيفة محمد في مقابلة مع جيسكا أن الروايات علمتها أن تُقَدِّر "المصداقية الفجة"، وأنه "غالبا ما يُطلب منا، كصوماليين، أن نكون حذرين من أي شيء غير مألوف حسب أعرافنا".

 

استكشفت روايات الكاتبة البريطانية الصومالية نظيفة محمد موضوعات عالمية؛ مثل الهجرة، والخسارة، والنزوح، والحب، والمسعى الشاق للحفاظ على التقاليد الثقافية، جنبا إلى جنب مع معاناة تآكلها. تضيف روايتها شبه الخيالية التي رشحت لجائزة بوكر عن حياة البحار الصومالي محمود متان طبقة أخرى، حيث تستكشف موضوعات الظلم والعنصرية، ولكنها أيضا تستكشف الخوف والوحدة ومعاناة الإيمان المتعثر. الجانب الممتع في قراءة أعمالها ومقالاتها يتمثل في الطريقة التي تربط بها هذه المواضيع العالمية من خلال قصص الشخصيات الصومالية في حكايات مؤثرة دائما على خلفية الاضطرابات التاريخية الكبيرة.

من ذروة الإمبراطورية البريطانية إلى أيامها الأخيرة، أو فترة انحطاط دكتاتورية سياد بري في الصومال، تعتمد شخصيات نظيفة محمد على تجارب مع نظائرها في المجتمعات الأخرى، ولكن استنطاق الشخصيات يحدث وفق منطق صومالي واضح يتميز بنوع من الرواقية اليائسة ولكن خفيفة الظل والقبول على مضض أنه في حين أن الغطرسة قد تغرينا بالمراهنة على القَدَرْ فإن بعض الأشياء خارجة عن سيطرتنا؛ "الفلسفة المركزية للأفكار الخارجة من المطبخ..."، كما تسميها في "رجال الحظ"، لكن كما هو الحال مع محمود متان الذي يتلو الشهادتين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في روايتها، فإن نظيفة توضح لنا كيف يمكنك الحصول على الكلمة الأخيرة.

 

تحدثت نظيفة محمد إلى جيسكا عن الكتابة والأدب وتجربتها في الاستقرار في المملكة المتحدة.

 

هل كان للكتب والروايات دائما مكانة خاصة بالنسبة لك، أم أنها شيء تطور لاحقًا في حياتك؟

أعتقد أن الكتب أصبحت رفاقي منذ سن مبكرة جدا. إن الوصول إلى بريطانيا، والجهل باللغة الإنجليزية، والالتحاق بالنظام المدرسي أدى إلى أن تصبح الكتب مرشدا لي في هذه الحياة الجديدة. لقد نقلت كتب جينيفر يلو هات - التي كان علينا قراءتها في المدرسة الابتدائية - ما هو أكثر بكثير من القصص البسيطة التي ترويها، فقد قدمت ثقافة وطريقة تفكير جديدة تماما.

 

ما هو الكتاب الذي تعتقدين أنه ألهمك للتوجه إلى مهنة الكتابة؟

لا يوجد كتاب بعينه، أعتقد أنني كتبت روايتي الأولى Black Mamba Boy باعتبارها قصة خيالية وليست سيرة ذاتية مباشرة لوالدي بسبب تأثير كتب التاريخ وأدب الرحلات علي. هناك شيء قديم ولكنه أزلي بخصوص الذهاب إلى مكان جديد والكتابة عما تجده، لقد كتبت عن رحلات والدي عبر شرق أفريقيا والشرق الأوسط كما لو كان أوديسيوس أو إينياس وليس ضحية للتاريخ.

 

ما هي قصتك المفضلة في طفولتك (سواءً أكانت شفهية أم مكتوبة)؟ 

أحببت كتب القصص سواءً أكانت قصصا مصورة أم لا، لقد وفّرت الكتب التي كانت متاحة في منزل صومالي صاخب وسيلة لخفض الضجيج والانطواء على نفسي والسفر دون أن أتحرك، لقد أحببت روح الدعابة السوداء لرولد دال وكذلك قصة الساحرة الشريرة ودراكولا، أحببت الشخصيات المشاغبة وشعرت بالصعوبات التي واجهها فلاد في قصة دراكولا حين كان يتعلم قوانين بلد جديد.

 

أخبرينا عن كتاب بسببه تغير رأيك تماما بشأن شيء ما؟

لا أعتقد أن الأمر يسير على هذا النحو الدراماتيكي، لكن الروايات التي قرأتها شكلت أو عززت بالتأكيد طريقة معينة للنظر إلى العالم. توني موريسون، أرونداتي روي، جونوت دياز، بيرسيفال إيفريت؛ جميع الكتاب الذين أحبهم يهتمون بالمنظور الخارجي للعالم، بينما يُطلب منا، كصوماليين، أن نكون حذرين من أي شيء غير مألوف حسب أعرافنا. لقد علمتني الروايات أن أقدر المصداقية الفجة، والتناقض، والفردانية.

 

ما العلاقة بين نتاجك الأدبي وهويتك؟

لدي نوع من الحياة الداخلية التي تناسب كتابة الأدب، لذلك أنا سعيد لأنني وجدت طريقة الحياة هذه أو أنها وجدتني. أنا أكتب روايات ولكني كتبت أيضا قصائد شعرية ونصوصا نثرية ومقالات، لذلك أشعر أنني دائما في حالة حركة وتطور باستمرار. إن القدوم من خلفية ليس لها تاريخ أدبي غني أمر يبعث على الحماس أيضا حيث سيكون هناك الكثير مما يمكن أن يُسطَّر على الصفحات لأول مرة، والكثير من الحكايات التي أسمعها من تاريخنا الشفهي تعد أرضا خصبة للخيال.

 

لقد اجتهدت كثيرا لإضفاء الحيوية على القصص الصومالية وجعل القضايا والمواضيع في حياتنا تصل إلى الجماهير العالمية، ما هو أكثر شيء استمتعتِ به أثناء البحث في هذه الحكايات ورسمها لقرائك؟

كل شيء؛ لقد درست التاريخ والسياسة في الجامعة لذا فإن النظرة التحليلية المكثفة إلى حياة شخص ما وكيفية ارتباطها بالسياق السياسي الأوسع من حوله تبدو طريقة واضحة جدا للوصول إلى حياة الشخصية ووجهة نظرها. شخصية مثل محمود متان جعلتني أكتب "رجال الحظ" كقطعة كتابية موسعة، تركز على حياته والتجربة الصومالية في العمل والهجرة، وكذلك على بريطانيا ما بعد الحرب ونظامها القضائي وجميع البلدان التي مر بها. لقد علمتني جميع رواياتي الكثير ووسعت نطاق تعليمي.

 

ماذا تقرئين في الوقت الراهن؟

جيمس بقلم بيرسيفال إيفريت، إنه رائع! رواية عن العبودية لا تشبه أي رواية أخرى قرأتها.